الصفحة الرئيسية  أخبار عالميّة

أخبار عالميّة الباحث المصري عمرو الشوبكي: أغلب من صوّت للسيسي رأى فيه بطلا قوميا خلّص مصر من خطر حقيقي

نشر في  30 ماي 2014  (13:59)

تعليقا على نتائج الانتخابات الرئاسية المصرية التي أسفرت عن فوز المترشح عبد الفتاح السيسي بنسبة 93.3٪ مقابل 3٪ من الأصوات لمنافسه حمدين صباحي، أفادنا الباحث السياسي المصري والبرلماني السابق عمرو الشوبكي بقراءته لهذه النتائج التي قال إنّها تحمل عديد الدلالات ولو إنّ هناك جزء من المصريين لا يرتاح للأرقام التسعينية.

 ولاحظ الشوبكي أنّ هذه الانتخابات لم تتم في بلد مستقر ولم تقم على أساس اختلاف في البرامج أو في الرؤى السياسية إنّما جاءت في ظرف خاص جدّا بالنظر الى شعور غالبية من المصريين بأنّ البلد مهدد على المستوى الأمني وأنّه تمت محاولات لاختطاف الدولة في عهد الإخوان وأنّ هناك إرهاب في سيناء وأنّ هناك جماعة لا تريد أن تعترف بأخطائها منذ تأسيسها منذ 85 عاما، وبالتالي أثرت هذه العوامل على خيارات الناخبين.

وقال الشوبكي: «في اعتقادي فكرة الأمن والحفاظ على الدولة الوطنية، هي أشياء تكاد تكون من الثوابت في نفوس أغلب المصريين، وهي التي جعلت النتائج تأخذ هذا المنحى التسعيني».

ولاحظ المحلل السياسي أنّ السيسي هو مرشح الدولة أو المؤسسة العسكرية ولم يكن عضوا في حزب ولم يمارس العمل السياسي بمعناه الحزبي وحصل على 90 ٪ من أصوات المصريين وهذا يعني أنّ الثنائية في مصر لم تتغير منذ جمال عبد الناصر أي مرشح من المؤسسة العسكرية في مواجهة مرشح من الإخوان المسلمين.. وفي أغلب الأحيان ينتصر الجيش لأنّه يُمثل في ضمير المصريين قيمة كبيرة.

وذكّر محدثنا بأنّ الرئيس المصري السابق المنتمي لجماعة الإخوان محمد مرسي كان واجه الفريق أحمد شفيق الذي حصل على 48٪ من الأصوات وهو قادم من المؤسسة العسكرية.

 وفي سياق تحليله، قال الشوبكي إنّه يعتبر أنّ الأغلبية التي صوّتت لعبد الفتاح السيسي ترى أنّه خلّصها من حكم استبدادي ومن حكم جماعة مغلقة على نفسها رغم أنّه حازت على نسبة 51٪ من الأصوات إذ أنّ ممارساتها في سنة واحدة كانت تقول: «نحن لا نرى الشعب المصري بل نرى أعضاء الجماعة».. وبالتالي فإنّ قطاعا من الشعب المصري رأى أنّه في حالة استمرار حكم الإخوان ستتحول مصر الى سودان أخرى أو إلى ليبيا جديدة أو إلى سوريا. وبالتالي، في نظر هؤلاء السيسي بطل قومي... ولو إنّ فئة من المقربين من جماعة الإخوان المسلمين تعتبر أنّه قائد انقلابي وقائد انقلاب على الشرعية.

وأضاف محدثنا قائلا: «دون أي شك، جزء غالب من الذين ذهبوا للتصويت لفائدة السيسي رأوا فيه بطلا قوميا خلّص مصر من خطر حقيقي وقام بهذا الفعل بعد 33 سنة من التبعية الكاملة للولايات المتحدة الأمريكية وذلك دون أن توافق عليه الولايات المتحدة ودون أن تعلمه، وحين علمت به لم تكن مرتاحة له، وهذا ما أعاد إخراج بعض المشاعر الوطنية إلى الواجهة».

غير أنّ المحلّل السياسي لاحظ أنّ الفوز الكاسح الذي حقّقه السيسي لا يعني أنّ الأمور ستكون سهلة وأنّه لن تكون هناك تحديات، بل اعتبر الشوبكي أنّ مصر ستواجه تحديات كبرى منها ضرورة تقديم لغة حوار جديدة تستوعب الشباب والقوى السياسية المعارضة للمسار الحالي ولا تستخدم العنف.. وقال «انّ هذا الأمر في غاية الأهمية»..

 وفضلا عن ذلك، ذكر الشوبكي إنّه على الحكومة المصرية الجديدة أن تتعامل بجرأة مع الملف الاقتصادي ومع عدد من القضايا الأخرى على غرار احتجاجات الطلبة في الجامعات وملف إصلاح مؤسسات الدولة في مصر.

وقال محدّثنا إنّه لا يجب أن ننسى أنّ في مصر دولة تأسست سنة 1805 على يد محمد علي وهي دولة يعتز المصريون بمؤسساتها التي لولاها لما كانت مصر دخلت في السيناريو الليبي، لكن هذا لا يعني أنّ هذه المؤسسات لا تحتاج الى إصلاح، فمسألة الإصلاح المؤسسي، وفق تعبيره، أمر لابدّ من الإقدام عليه والعمل على تحقيقه.

وبالنسبة للهزيمة التي مُنيّ بها المترشح حمدين صباحي، والذي لم يحصل إلا على 3٪ من جملة الأصوات، فقال المحلل السياسي إنّه لا نستطيع أن نقول إنّها هزيمة ساحقة للمعارضة لأنّ المعارضة والموالاة لم تتشكلا بعد، بل هي هزيمة لمرشح انتمى تاريخيا للمعارضة ووصف نفسه بمرشح الثورة، لكنه لا يمثل كل الأطياف السياسية.

وأضاف الشوبكي: «صحيح أنّ لحمدين صباحي تاريخ نضالي، لكن عليه أن يراجع خطابه السياسي وأن يعرف أسباب تحقيق الأصوات الباطلة نسبة 3.7 ٪ وهي نسبة أعلى من الأصوات التي تحصل عليها» معتبرا أنّ هذه النتيجة تعني أنّ المشكل لا يكمن في حمدين بل في خطابه.

وبخصوص المخاوف التي عبّر عنها عديد الملاحظين من انزلاق مصر نحو نموذج ديكتاتوري جديد بحكم غياب أو ضعف المعارضة، ذكر محدثنا أنّ هناك قوّة معارضة قوية في مصر متكونة من عدد من الأحزاب السياسية ومن بعض القوى الشبابيّة وأيضا من بعض الأحزاب المدنية ذات المرجعية الإسلامية مثل حزب مصر القوية الذي قاطع الانتخابات وحزب الدستور الذي أيّد حمدين صباحي..

وفي هذا السياق عبّر الشوبكي عن أمله في أن تتكون في السنوات الأربع القادمة قوّة معارضة حقيقية أو تيّار سياسي مدني يلعب دور سلطة معارضة وليس مجرّد أصوات احتجاجية، سلطة تستطيع أن تقدّم البديل وتتنافس بجدارة مع أي مرشح كان.

شيراز بن مراد